اني اعرف من الأزواج من يختارون وينتقون ثياب نسائهم، ومن النساء من لا
يلبس ازواجهن قميصا جديدا او بنطالا الا بعد اشارة الزوجة اليه واختيارها
له ولا ضير في ذلك بل ان هذا خير كله.
وحتى لو لم يصل الأمر الى هذا
الحد فإن كانت هي قد اختارت لنفسها ثوبا جديدا فما اجمل ان تقوم ايها
الزوج اذا لبسته زوجتك ان تمتدحه وان تمتدح صاحبته وأناقتها وحسن اختيارها
، فإن هذا مما يبعث في النفس الرضا والمودة.
ان اعجابك وامتداحك
لثيابها وحسن هندامها لا بل ان مبالغتك بالاطراء كأن تقول لها :" ما أجمل
من الفستان الا اللي لابسته" ليجعل نسمات المودة والحب تهب في جنبات
البيت.
ومثل ثيابها طعامها، فإن الزوجة تحب ان تسمع عن تقدير الناس
لمهارتها في الطعام ويتعاظم في نفسها سماع هذا التقدير من زوجها وابنائها،
فما أجمل ان تقول ايها الزوج لزوجتك عند الانتهاء من وجبة طعام تأكلها انت
وأولادك:" سلمت يداك" "الله يعطيك العافية" ما اجمل ان تقول اذا ناولتك
فنجان القهوة فتقول اذا شربته :"من ايد ما نعدمها".
ان الزوجة تحب
ان ينال حسن عنايتها بالبيت ونظافته وترتيبه اعجاب زوجها، ويكبر هذا
الاعجاب اذا تكلمت به بين اقاربك من النساء خاصة اخواتك او نساء وزوجات
اخوتك واصدقائك اذا اتيحت الفرصة.
فلا تبخل بهذه الكلمات والمصطلحات
لأنك ان قلتها فإنها تبعث في نفس زوجتك الطمأنينة وتزداد اواصر المودة
ويزداد مخزون الحب ويشحن بالطاقة التي تظل تدفع سعادة البيت دائما قدما
الى الأمام.
الهاتف والهدية، مراسيل للقلب
ان مما
يمكن ان يساهم في شحن مخزون الحب بين الزوجين اشعار كل منهما للآخر بأنه
يحبه وبأنه لا ينساه ابدا، وان كل المشاكل والهموم ليست سببا في الا يظل
في مخيلته وعلى لسانه فيعبر عن ذلك اما من خلال مكالمة هاتفية قصيرة يسأل
فيها عن احوال البيت اذا خرج هو الى العمل ويطمئن الى راحتها، ويصبح هذا
لزاما اذا كانت الزوجة مريضة او في وضع نفسي غير عادي، فهي احوج ما تكون
الى مثل هذا الاتصال. وكذلك الحال من الزوجة حيث ان اتصالا هاتفيا منها
للاطمئنان عليه سيساهم في توثيق عرى المودة والمحبة بينهما.
انه الفارق الكبير بين الاتصال للطمأنينة وليكون الهاتف رسالة حب وبين ان يكون الاتصال لملاحقته بالشكوى عن الأولاد وشقاوتهم.
ولا اقصد - وهنا احذر من ان الهاتف في ظرف كالذي نعيشه يجب الا يكون وسيلة
للغزل وبث الأشواق بين الزوجين فكل ما يقال يمكن ان يسمعه طرف ثالث اذا
اراد ذلك !!! ولهذا فلكل مقام مقال.
ومثل الاتصال الهاتفي في تأثيره
تكون الهدية سواء كانت في المناسبات او عند العودة من سفر او من غير سبب
لتكون مفاجأة سارة، فهي تكون وسيلة تعبير عن الحب والتقدير وتساهم في رفد
مخزون الحب بين الزوجين. وليست الهدية بقيمتها المادية فيكفي ان تكون
رمزية ولكنها تكون ذات تأثير عاطفي لا يستهان به ، واسمعوا الى قول رسول
الله صلى الله عليه وسلم:" تهادوا تحابوا" فتهاتفوا وتهادوا فإنها شيفرا
القلوب.
لا انام حتى ترضى
ان مشوار الحياة الزوجية
لا بد وان تعصف به العواصف الهوجاء او تعترضه بعض العثرات والعقبات ولكن
الزوج الناجح والزوجة الحصيفة هي التي تستطيع ان تتجاوز تلك الصعاب
والعثرات لا بل انها وانه نعم، ان كليهما قادران على تحويل المحنة الى
منحة والشر الى خير وان تتحول اسباب الخصام الى مودة ووئام.
ما اجمل
ان يتسامح الزوجان ويغفر كل منهما زلة الآخر عبر التراضي والترضية، خاصة
اذا وقع سوء تفاهم وليس كما يقال :" ان يذهبا راس براس" اي ان كل منهما
يتحدى الآخر انه سيقهره ويرغم انفه ويجبره على تغيير موقف او رأي . قال
ابو الدرداء- رضي الله عنه- لزوجته:" اذا رأيتني غضبت فرضني واذا رأيتك
غضبى رضيتك والا لم نصطحب". لا بل ان سيد ابي داود وسيدي رسول الله صلى
الله عليه وسلم قد قال:" الا اخبركم برجالكم في الجنة؟ قلنا: بلى يا رسول
الله، قال:" النبي في الجنة والصديق في الجنة والرجل يزور اخاه في ناحية
المصر لا يزوره الا لله في الجنة... الا اخبركم بنسائكم في الجنة؟ قلنا:
بلى يا رسول الله،قال:" ودود ولود اذا غضبت او اسيء اليها او غضب زوجها
قالت: هذي يدي في يدك لا أكتحل بغمض حتى ترضى".
انه الفارق الكبير
بين النساء الصالحات اللواتي ثوابهن الجنة -كما تقدم- وبين المرأة السيئة
التي قيل عنها :" المرأة السوء كلامها وعيد وصوتها شديد ، تدفن الحسنات
وتفشي السيئات ، ليس في قلبها لزوجها رحمة، قليلة الارعاء، توسع الناس
ذما، صخوب غضوب، صبيها مهزول وبيتها مزبول، اذا حدثت تشير بالأصابع، تبكي
وهي ظالمة، وتشهد وهي غائبة، قد دلى لسانها بالزور وسال دمعها بالفجور".
نعم، انها صاحبة اللسان سريع الطلقات مثل الرشاش الاوتوماتيكي، اذا ما
تباين رأيها مع زوجها او غضبت لموقف فلا تترك مجالا للتفاهم والتراضي.
ان الزوجين العاقلين المتحابين هما اللذان يعمدان الى قطع الطريق على
الشيطان وعلى اسباب الفرقة والخصام ليشيدا معا اسباب زيادة الحب والمودة
حتى عند وقوع الخصام وسوء التفاهم الذي لعله يحصل في كل بيت عبر ان يعتذر
احدهما للآخر بقوله او قولها :" آسف"، او بلمسة حانية يقول وتقول :" هذي
يدي بيدك لا أنام حتى ترضى" فإن هذا مما يئد الخصام في مهده ويشيد صروح
الحب والاحترام والمودة بين الزوجين، فإذا حدث وكان الخصام فخيركما الذي
يبدأ بالكلام يقول هذي يدي بيدك لا انام حتى ترضى وغفر الله لي ولك.
قل لها ، وقولي له
ان مما يتوجب على الزوجين الحرص والمداومة عليه وهو لا يكلف الكثير، انها
الكلمة الطيبة والابتسامة اللطيفة. فالكلمة الطيبة صدقة وتبسمك في وجه
اخيك صدقة، فكيف يكون اجر ذلك وأثره اذا كانت هي زوجتك او كان هو زوجك.
نعم، ان العلاقة بين الزوجين هي ليست فقط علاقة طعام وشراب وغريزة جنس
بقدر ما انها علاقة مشاعر ومودة ورباط مقدس، وهذه لا بد من تغذيتها
بالكلمات الطيبة والابتسامات اللطيفة تحول بين تلك المشاعر وبين الجفاف،
ولقد سئلت فتاة عمن تحب ان تتزوج فقالت :" احبه كسوبا اذا غدا ضحوكا اذا
اتى".
فما اجمل ان يختار الزوج كلمات وجملا يتودد بها لزوجته
بمناسبة او بغير مناسبة، فقل لها :" احبك لا من اجل شهوة عارضة ولكني احبك
من اجل انك انت" وقل لها :" اني احبك ولولا ما انا فيه من انشغال لقضيت
العمر كله معك".
اما انت فقولي له:" لا ادري ماذا يمكن ان يكون حالي لو لم اكن زوجة لك"
وقولي له:" ان ابتسامة عند ذهابك وعند ايابك تذهب عني تعب النهار كله".
ايها الأزواج، قولوا هذا وأكثر منه لأن مشوار الحياة المركبة والمعقدة
بحاجة الى ابداع في ازالة هذه التعقيدات التي تنعكس حتى على العلاقة بين
الزوجين ، واياكم ان تجعلوا هذه العلاقة ذات مراسيم وانماط جافة لأن
التعقيدات ستزيد ومساحة الجفاف بينكما ستكبر وشجرة الحب ستذوي ومخزون
المشاعر سينفد.
وانني اقول لكما ان الكلمات اللطيفة تفعل فعل السحر
فاجعلوها دائما على ألسنتكم، وكيف لا وقد دلنا على ذلك رسول الله صلى الله
عليه وسلم وهو يشير للعلاقة بين الزوجين :" تلاعبها وتلاعبك"
فاغرسوا بذور الحب وانزعوا اشواك الكدر ودائما وابدا قولوا { ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين واجعلنا للمتقين اماما